"سيلفي" هل هو عادة أو مرض نفسي؟




  • انتشرت ظاهرة التقاط الصور الذاتية بين نجوم الفن والرياضة وحتى الأشخاص العاديين وصرنا نرى الآلاف من الصور، يوميا، على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان من الممكن أن ينحصر الأمر في كونه مواكبة لتطور تكنولوجيات التواصل في العالم، لكن الكثير من الباحثين لاحظوا إفراطا في نشر صور السيلفي وأرجعوا ذلك إلى عدة عوامل نفسية واجتماعية وجدت في هذه الظاهرة متنفسا ووسيلة لتعويض بعض نقائص الشخصية.
  • السيلفي لم تعد مجرد صورة ذاتية، بل هي ظاهرة اجتاحت العالم في الآونة الأخيرة وباتت تشكل هوسا لدى الكثيرين من جميع الأعمار، فلم يعد يخلو أي هاتف خلوي مزود بكاميرا من الصور التي يلتقطها الشخص لنفسه أو بصحبة أصدقائه عن طريق كاميرا التليفون المحمول الأمامية.
    موضة أم هوس أم مرض نفسي، هذا ما حير الكثيرين ليجدون التوصيف المناسب لهذه الظاهرة، ففي الوقت الذي وصف الأطباء النفسيون مستخدميها بالمختلين نفسيا، وجد آخرون أنها موضة فرضها التطور التكنولوجي.
    ونشر موقع هيلث داي الطبى الأميركي دراسة قامت بها جيسى فوكس الأستاذة المساعدة بجامعة أوهايو، كشفت فيها ارتباط سلوك السيلفي في التصوير بما يعرف علميا بالنرجسية، وهو الاهتمام الزائد بالنفس.
    وشملت الدراسة 800 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما ملأوا خلالها استطلاعا على الإنترنت عن أنشطتهم في الصور التي ينشرونها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اختبارات تقييمية أخرى للشخصية.
    وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يرتبطون بتصوير السيلفي وقضاء وقت طويل في تعديل الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يرتكز اهتمامهم على ذاتهم بشكل أكبر ويعتقدون أنهم أكثر ذكاء وجاذبية وأفضل من الآخرين، بالإضافة إلى وجود مشاكل في الشعور بالأمان والسلوك المتهور وعدم التعاطف ومراعاة الآخرين، بالإضافة إلى بعض سمات معاداة المجتمع والميل إلى تضخيم الذات.
  • وأوضح ديفيد فيلي، استشاري الطب النفسي في مستشفى بريوري، لندن، أن 2 من كل 3 مرضى يقومون بزيارته يعانون من اضطراب تشوه الجسم بي دي دي، منذ ظهور الهواتف المزودة بكاميرات والتي ساهمت في زيادة الرغبة في التقاط الصور الشخصية وعرضها على مواقع التواصل.
    وأضاف أن إدمان التقاط هذا النوع من الصور ينطوي على هوس الشخص بمظهره الخارجي. وأكدت الرابطة الأميركية للطب النفسي، أن التقاط الناس الصور الذاتية قد يدل على الإصابة بأحد أنواع الاضطرابات العقلية يطلق عليه سلفيتيس، ويعرف بأنه الرغبة الكبرى لالتقاط الصور الذاتية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعويض عن عدم وجود الثقة بالنفس، وقد تم تحديد ثلاثة مستويات من هذا الاضطراب: الاضطراب الخفيف، وهو التقاط للصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم، ولكن لا يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
    والاضطراب الحاد، وهو التقاط للصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم، ويتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
    والاضطراب المزمن يكون حين لا يمكن السيطرة على الرغبة في التقاط الصور الذاتية على مدار الساعة، ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 6 مرات في اليوم.
  • ووجد في الدراسة التي أُجريت على 2000 فتاة أنهن يلتقطن ثلاث صور سيلفي يوميا، وذلك بعد أن يقمن بإضافة المكياج والحرص على أفضل إضاءة وزاوية تصوير، لذا قد يبلغ الزمن الذي يتطلبه التقاط كل صورة نحو 48 دقيقة، ما يعني أنهن يقضين نحو 5 ساعات و36 دقيقة كل أسبوع في التقاط الصور وضبط هيئتهن على النحو المناسب.
    ومن بين الفتيات الـ2000 اللواتي شملتهن الدراسة، كنّ اللواتي تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما الأغزر التقاطا لصور السيلفي، حيث تقضي إحداهن ما معدله 16 دقيقة لكل جلسة تصوير، وذلك لثلاث مرات يوميا.
    وأظهرت الأبحاث أن 22 بالمئة من الفتيات يسعين للحصول على الإعجاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الأنا لديهن وهو السبب الرئيسي لالتقاط صور السيلفي. ويعد السعي لجذب انتباه أحدهم أحد الدوافع لالتقاط الصور.

                                                                                     ريهام عاطف 


إرسال تعليق

0 تعليقات