القولون العصبي
هناك أسماء كثيرة لمتلازمة القولون العصبي، لكن اسم "القولون المتهيج" هو الأكثر ملاءمة، لأنه يعكس على نحو أفضل آلية نشوء وتطور هذا الاضطراب كما هو مفهوم اليوم، ولا يتضمن فكرة اللوم والاتهام الملازمة لتعبير "العصبيّ" بينما يعتبر الاسم القولون العصبي هو الاكثر استعمالا بين الناس.
لأمراض الجهاز الهضميّ الوظيفية، عادة، طابع مزمن تتخلله فترات تتفاقم فيها الأعراض وفترات أخرى من الهدوء (صعودا وهبوطا). وهي تسبب معاناة كبيرة وتمس بجودة حياة المريض. وفي العادة، تكون الفحوص سليمة، أي أنها لا تُظهر أي دليل موضوعي على خلل تشريحي أو اضطراب بيوكيميائي. وهذا الأمر يثير الإحباط لدى المريض والطبيب على حد سواء، وغالبا ما يشعر المرضى بأن الطبيب لا يصدق شكاواهم، أو بأنه لا يتم التعامل مع هذه الشكاوى بجدية كافية ("أنت معافى تماما... وكل هذا في دماغك فقط"!).
يعاني بعض مرضى متلازمة القولون العصبي، من الاكتئاب أو القلق، لكن الرأي السائد بين الخبراء، حاليا، يقول بأن هذه الظواهر ليست هي المسبب لمرض القولون العصبي. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الاكتئاب، أو القلق، إلى تفاقم أعراض مرض القولون العصبي.
قد يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي، في بعض الأحيان، أيضا، من اضطرابات وظيفية في أجهزة الجسم الأخرى، مثل آلام المفاصل والعضلات (الألم العضلي الليفيّ )، اضطرابات النوم ومتلازمة التعب المزمن. وقد اتضح، في السنوات الأخيرة، أن حوالي 17 ٪ من حالات القولون العصبي بدأت بعدوى بكتيرية حادة في الأمعاء. ولدى هؤلاء المرضى، تصبح الأعراض مزمنة، إذ أظهرت فحوصات خاصة، مثل الخزعة من الأمعاء، وجود عامل التهابي حاد. كما إنه من المعروف، أيضا، أن مرضى متلازمة الأمعاء يخضعون لعمليات جراحية، مثل استئصال الزائدة الدودية واستئصال الرحم ، أكثر من غيرهم. ويتضح، بأثر رجعي، أنه في بعض تلك العمليات، على الأقل، لم يتوفر أي دليل على وجود مرض ما، لكن تم إجراء العمليات الجراحية بسبب معاناة المرضى الحادة، فقط، مما أثار الشكوك بوجود مرض آخر.
أعراض القولون العصبي
آلام مزمنة في البطن مصحوبة بعدم انتظام التغوّط (إسهال مزمن، إمساك مزمن أو إسهال وإمساك بالتناوب). كما يشتكي العديد من مرضى القولون العصبي من زيادة الغازات والانتفاخ في البطن.
علاج القولون العصبي
ن معالجة الأمراض الوظيفية في الأمعاء هي مهمة مركبة ومعقدة. فكما إنه ليست هنالك آلية واحدة مسببة لمتلازمة القولون العصبي، كذلك أيضا ليس ثمة دواء سحري واحد. ويرتكز علاج القولون العصبي، أولا وقبل أي شيء آخر، على علاقة علاجية جيدة بين الطبيب والمريض، على تعميق وعي المريض وفهمه لماهية المشكلة وطبيعتها وعلى التطرق إلى المخاوف وبواعث القلق، مثل الخوف من السرطان. فالعلاقة بين مرض القولون العصبي وبين حالات الضغط والتوتر من شأنها إتاحة المجال لمساعدة المرضى بواسطة المعالجة الاسترخائية ، التنويم الإيحائي الطبي، الارتجاع البيولوجي وغيرها.
0 تعليقات